27 août 2008

سري....خاص ....عاجل ...إلي السيد أحمد ولد داداه ( زعيم المعارضة الديمقراطية

هلا لنا أن نبدأ .... سيادة الرئيس ؟

دعنا – بعد إذنكم الكريم – نبدأ من ما قبل " الحركة التصحيحية " التي جرت في السادس من أغسطس الجاري – إكراما لكم وتقديرا لموقفكم منها – فهل لي ابتدءا أن أتساءل عن سر انسجامكم وتناغمكم كحزب سياسي عريق مع مجموعة نواب ( الحزب الجمهوري السابق ، أو عادل2) في الفترة التي سبقت الإنقلاب وبشكل لافت وبدون مقدمات خصوصا وأن تلك المجموعة غير خافية عليكم ولا تاريخها بالسر لديكم ، ثم هل لتلك العلاقة علاقة بالتصريح المفاجئ الذي أدليتم به للجزيرة وطلبت فيه لأول مرة من رئيس الجمهورية أن يستقيل من منصبه واتهمتموه بالعجز عن القيام بهامه المنوطة به ، وإذا لم يكن بين الأمرين علاقة فهل لهما أو لأحدهما علاقة بامتناعكم شخصيا وبشكل واضح ومتعمد – والعهدة في ذلك علي السياسي الكبير السيد المصطفي ولد بدر الدين في مقابلة له مع موقع تقدمي بتاريخ 28-07-2008 م – عن الاستمرار في الإلتقاء برئيس الجمهورية والتشاور معه في هموم الوطن خصوصا وأن ذالك التغيب جاء مفاجئا إذ لم يسبق أن تغيب ولو لمرة عن تلك اللقاءات بحسب – مصدر مقرب وموثوق- والتسمح لي سيدي الرئيس إذا ما أخذني الفضول وتماديت في السؤال لأسأل عن جدية ما يشاع من تغييركم لمسار الرحلة من اليمن واقتطاعم يوما من تلك الزيارة للمرور علي فرنسا التي لم تكن مدرجة في البرنامج ( خصوصا وانني لاحظت أن تصريحاتكم بباريس في 21-07-2008م تزامنت مع اعلان السيدة الناها بنت مكناس في ذات اليوم ومن نفس المكان – باريس- انسحابها من الأغلبية الرئاسية – وفي اليوم الموالي – 22-07 طلع علينا مناضل من عادل المنسحب يبشر أن انسحابات كبيرة سوف تتم من حزب عادل إن في مدينة انواكشوط أو نواذيبو وعلي مستوي الأطر والنواب، وأن الخيارات كلها مفتوتحة أمام المجموعة ، وهل حقا ما يشيعه البعض من أن لكل ما سبق علاقة بالتعديلات التي أدخلت علي المسؤوليات في الحزب والكتلة النيابية وأن إحلال ولد أمين بدل ولد أمات كان بطلب من العسكر، أم أن الأمر كله لا يعدو كونه إشاعات ومصادفات ؟.
2) ساندتم بوضوح لا لبس فيه الانقلاب الأخير وأصررتم مرارا علي أنه حركة تصحيحية كان لا بد منها ، وعللتم ذلك ما في مقابلتكم مع جريدة الخبر 21-08-2008م بتعطيل الرئيس السابق لعمل البرلمان وامتناعه عن دعوته للاجتماع في دورة طارئة دعت إليها أغلبية نيابية معتبرة ، وكذلك تعطيل محكمة العدل السامية ، وأخيرا إقالة أربعة ضباط عسكريين كبار بطريقة غير لائقة غابت عن علم وزير الدفاع وقائد الأركان بل وحتي الكتاب لم يكن مرقما!!

لكن الثابت يا سيادة الرئيس اليوم أن اجتماعاتكم المنتظمة المغلقة مع الجنرال ولد عبد العزيز الذي كان قد بيت النية وعزم علي الانقلاب – والعهدة في ذلك علي السيد ولد احمد الوقف- كلها كانت قبل هذه الأحداث التي تلاحقت خلال أيام قليلة سبقت الانقلاب ، فهل هي الخبرة السياسية ومعرفة بواطن الأمور أوصلتكم إلي القناعة بأن كل هذه الأمور صائرة لا محالة ، وما أنت فاعله غدا فافعله اليوم " و " لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد " و " صح إن قدم أو أخر " أم أن في الأمر معطيات تغيب عن المتتبع البسيط من أمثالي ؟
. 3) سمعت لكم وقرأت عنكم ولكم تصريحات ومقالات ومقابلات خلال الفترة الأخيرة تحدثتم خلالها جميعا عن فترة حكم الرئيس السابق السيد سيد محمد ولد الشيخ عبد الله ، وقد قررتم أنها كانت من أسوأ الفترات التي مرت بالبلد ، مذكرين في كل مرة بتفشي الرشوة والمحسوبية والمخدرات والانفلات الأمني ، وكخلاصة لذلك استسمح في نقل ما ذكرتم خلال مقابلتكم الأخيرة مع جريدة الخبر الجزائرية حين ذكرتم بان ( موريتانيا خسرت ستة عشر شهرا من تاريخها أمضتها في سبات عميق عقيم ) ، وقد أعدت مليا قراءة الفقرات والمقالات والمقابلات علي أقف علي منقبة ولو واحدة للرجل وفترة حكمه من وجهة نظركم ، بيد أنني لم أوفق للوقوف علي ذلك ، مما يجعلني أتساءل إن كان فتح ملفات كانت عالقة ومنذ زمن بعيد وكان فتحها مطلبا شخصيا لكم ووعدا انتخابيا لمواطنيكم من قبيل ملف المبعدين وملف الرق ، والتعاطي الإيجابي مع مؤسسة المعارضة الديمقراطية وانتظام التشاور معكم كرئيس لها في كل أو جل قضايا الوطن وهموم المواطنين كثالث أو رابع شخصية في الترتيب البروتوكولي العام للدولة، وفتح الإعلام العام والخاص أمام الجميع بلا استثناء وإشاعة جو من الحريات العامة وخلو السجون والمعتقلات من سجناء الرأي والفكر والمحافظة علي مستوي الحريات العامة والخاصة إن لم يكن تطويرها ، وإعطاء القدر الكافي من الاستقلال لمؤسسات البرلمان والجيش والقضاء و....

أنا أتساءل إذا إن كان من المناسب تجاهل ذلك كله واعتباره كأن لم يكن ، خصوصا وأن الرجل اليوم معتقل مقيد الحرية ولا يخاف أن يكون في ذكر مناقبه وحسناته أي نوع من التصفيق والسير في ركب المطبلين ، والحق – كما تعلمون أحق ان يقال والله ينهي أن يجرمنا شنآن قوم علي أن لا نعدل ، أفليس في الأمر والحالة هذه نوع تأثر بالجو المعادي للرجل والمتحامل عليه هذه الأيام ؟.
4) عاد الحديث مؤخرا وبقوة عن الانتخابات الرئاسية الماضية ، وصرحتم علنا – وفي أكثر من منبر أنها كانت انتخابات مزورة تزويرا واضحا لا لبس فيه ، ثم أردفتم بأنكم اعترفتم بنتائجها من باب المصلحة العامة وتحت ذريعة الخوف علي أمن الوطن .... أفلا يمكن – سيادة الرئيس – أن تكون هذه التصريحات هي الأخرى من باب المصلحة العامة والحرص علي أمن الوطن خصوصا وأن المنعطف الذي يمر به البلد اليوم لا يقل خطورة ولا حدة عن منعطف ( مارس 2007 ) ، ثم إن اعترافكم بتلك النتائج وتهنئتكم لخصمكم فيها كلها أمور كانت سريعة صريحة واضحة جلية لا لبس فيها ولا غموض ، ولم يبد يومها – علي الأقل للمراقب العام – أن ثمة إكراهات تدعو لاتخاذ موقف من ذاك القبيل - ولأزيد من خمسة عشرا شهرا - لتعلنوا أخيرا وقد سقط الرجل أنكم قلتم للشعب غير الحقيقة كل هذه الفترة دونما – حتي – أي إشارة جدية للموضوع .فهل يحتاج الأمر إلي سؤال نختم به فقرتنا هذه أم الأمر أكبر من مجرد سؤال ؟
. 5) غير بعيد عن موضوع تزوير الانتخابات الرئاسية الماضية تزايدت خلال الفترة الأخيرة – وبشكل ملحوظ – وتيرة الحديث لديكم ولدي مناضلي حزبكم الكرام عن أن السيد سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله صنيعة العسكر وسيئة من سيئاتهم فهم من جاء به بعد أن لم يكن يعرفه احد ، وهم من مهد له الطريق وحشد له الناس وساقهم له فرادي وجماعات – ترغيبا وترهيبا و.... والمرء لا يمكن وهو يسمع هذه التصريحات إلا ان يبصم عليها بالعشر أوالعشرين فهي الحقيقة بعينها ، وأنا أجزم أن الرجل يومها – وأقول يومها – لو ترشح لبلدية "لمدن " لما نجح بها ، لكن كلمة " العسكر " كلمة فضفاضة لا تعطي الأمور حقيقتها وتبعد الصورة عن المتلقي البسيط ، فدعونا نضع النقاط أكثر علي الحروف ونقول بكل وضوح أن المعني بكلمة " العسكر " هو الجنرال محمد ولد عبد العزيز ، ويومها يصبح الكلام ( الجنرال محمد ولد عبد العزيز هو من اقنع سيدي ولد الشيخ عبد الله بالترشح للرئاسة وزور إرادة الناخب الموريتاني وأقنع الوجهاء ورؤساء القبائل والتجار ورجال الأعمال بضرورة الاصطفاف خلف الرجل وتبنيه كخيار مضمون لن يخرج عن بيت الطاعة والولاء .... فقل لي بربك أي ناموس ذاك الذي نزل علي العقيد بعد أن أصبح جنرالا ليمنعه من تكرير فعلته الأولي ؟

وأي صحوة ضمير تلك التي تخالها حلت بالرجل وأردته غير الذي كان، خصوصا وقد أصبح في الأمر من حظوظ النفس والهوي ما لم يكن به بالأمس وأضحي به من الخطورة والوعورة مالم يكن حاضرا غداة الانقلاب الأول ؟

6) بات في حكم المسلم به إذا – تبعا لتصريحاتكم المتتالية – أن الانتخابات الرئاسية الماضية باطلة وكل ما بني عليها فهو باطل لأن ما بني علي باطل فهو باطل – كما يردد المحامي النابه نائبكم السيد محمد محمود ولد محمدن ولد امات ) – ولو كان ذلك خلافا لما ذهب اليه الجمهور من السياسيين والإعلاميين والمراقبين الدوليين واللجنة الوطنية للإنتخابات المستقلة وأحمد ولد داداه في مذهبه القديم ، لكن هذه المسلمة – يا سيادة الرئيس تجعلنا من جديد نعيد طرح سؤال حول مؤسسة المعارضة الديمقراطية التي كنتم ولا زلتم – بحمد الله – ترأسونها ، خصوصا وأن المعلومات المتوفرة لدي – علي شحها – تفيد انكم تمتعتم بكامل صلاحياتكم وحقوقكم المعنوية والمادية المترتبة علي ترأس تلك المؤسسة ، ولم تشاءوا الذهاب-مثلا- لما ذهب إليه أحد أعضاء البرلمان – وأخاله إن لم تخني الذاكرة نائب مقاطعة الطينطان السيد سيدي محمد ولد محمد السالك ولد السيدي من التبرع بكامل مستحقاته المادية للمواطنين وتشكيل لجنة لتسيير ذلك والإشراف عليه- ، أم أن أمر تلك المؤسسة لا علاقة له بالرئاسيات وانتخاباتها ، وهي في النهاية حقوق وامتيازات مكتسبة لا تحتاج تشريعا من أي كان مدنيا أو عسكريا ؟.
7) خصصتم أو خصتكم جريدة الشعب بملف خاص عن " الحركة التصحيحية " ضمن ملحق من أربع صفحات شارككم فيه بعض المنظرين القانونيين لتلك " الحركة " وذلك بعددها ليوم الخميس الموافق 21-08-2008م ،وقد تحدثتم بإسهاب عن الحركة التصحيحية وأهميتها وأنها جاءت في الوقت المناسب وأن البلد كان علي شفي جرف هار وقد كان بودي وود كثيرين – بلا شك – وانتم ترون الحالة المزرية التي يعيشها التلفزيون الوطني والإذاعة والوكالة والجريدتان أن تتطرقو ولو قليلا لتلك الوضعية المخجلة ، وليس بالضرورة مقارنة إعلام " حركة التصحيح " بإعلام الفترة " السيئة التي سبقته! " فذلك أمر يصعب علي الذهن – حتى- تصوره ، ولكن إلا قليلا من التصفيق – بالنسبة لوسائل الإعلام - وشيء من الحياء ... ورحم الله معاوية ما أعدله وما أنصفه ...... !!! ؟
8) أعيد قبل أيام اعتقال الوزير الأول السابق السيد يحي ولد احمد الوقف وتم فرض الإقامة الجبرية عليه في مسقط رأسه بمقاطعة المجرية بولاية تكانت ، وبحسب علمي فإن المدارس القانونية بمختلف أطيافها لم تجمع علي أمر قانوني إجماعها علي انه لا يحق ولا يجوز بأي حال من الأحوال تقييد حرية مواطن أيا كان وأيا كان نوع التقييد إلا بحكم قضائي واضح صريح صادر عن إحدي درجات التقاضي الثلاثة المعروفة ، وانا أستغرب أنه لحد الساعة – وانتم زعيم المعارضة الديمقراطية – لم يصدر عنكم أي رد فعل يدين الأمر أو يستنكره ، وهبنا غضضنا الطرف عن الرئيس المعتقل وعذرناكم في عدم المطالبة بإطلاق سراحه لأسباب نتفهمها ولا نتفق معها ، أفكل ما اعتقل مواطن آخر من ذات المعسكر المناوئ غضضتم الطرف وبدا كان الأمر لا يعنيكم .... واليجد الرجل من يدافع عنه غيركم اتحادا أوربيا كان أو جبهة مناصرة الديمقراطية أو غير ذلك .... أم أن الأمر لا يعدو كونه سهوا وخطأ .... نرجو ذلك ونأمله؟

.9- روي بأسانيد مختلفة عن العقيد اعل ولد محمد فال قوله في مهرجانات المجلس العسكري في نواكشوط وبعض الولايات الداخلية قوله ( وضعنا علي الديمقراطية ثلاثة أقفال لا يمكن كسر أي منها أو التلاعب به ) ، وبغض النظر عن دقة القول بل وقدرة الرجل أصلا وجديته في وضع تلك الأقفال فإن الأمر – للأمانة – لا يخلو من بعض الدقة ، والثابت أن مجموعة ضمانات كبيرة وضعت لاستمرار المؤسسات الديمقراطية الموريتانية الوليدة ، وضمان استقلالها عن بعضها البعض في تناغم وانسجام جميلين حسدنا عليهما الكثيرون ممن لم يكونوا يتوقعون لنا ذلك ، بيد أن الجنرال ولد عبد العزيز الذي لم يعجبه أن يسمع قرار إقالته من وسائل الإعلام ، وصرح مرات ومرات بأنه ناقش الرئيس وحاول إقناعة بضرورة العدول عن قرار إقالته حتي لا يضطر هو للانقلاب ( مقابلة الجزيرة ) أنهي الحلم الموريتاني الجميل ، وهب الرجل الجنرال - يا سيادة الرئيس- كان وديعا وفيا أمينا محبا للخير ناكرا لنفسه يكره المناصب والألقاب زاهدا في كرسي الرئاسة بل وزاهدا في المال والأضواء وحدد فترة انتقالية قصيرة وحرم علي نفسه وأعضاء مجلسه وأقاربه من الدرجتين الأولي والثانية الترشح ولم يرشح أيا كان ولم يستخدم أو يسمح باستخدام المال العام في حملات المترشحين للرئاسة ولم يسمح باستخدام سلطات الدولة ووجاهتها للتاثير علي أي ناخب أو للدعاية لأي مترشح ، ولم يلتق بوجيه أو تاجر أو رجل أعمال أو صفاق ، وأمر بفتح مؤسسات إعلام الدولة بالتساوي والمناصفة أمام كل المترشحين سواء بسواء وشكل لجنة مستقلة للإنتخابات كاملة السلطات والصلاحيات واستدعي المراقبين الدوليين المحايدين من العرب والغرب والدول الإفريقية ونظمت انتخابات رئاسية حرة نزيهة ، وجاءت برئيس منتخب أهلا للمنصب كفؤا له – ودعنا نتخيله أنتم مثلا – يا سيادة الرئيس ، فأي ضمانة بربك تضمن أن لا يعيد الرجل أو غيره فعلته المشؤومة ، من يضمن إذا ما أقيل أي قائد للأركان بعد اليوم أن لا يقلب الدنيا رأسا علي عقب ولن يعدم المبررات كما لن يعدم المبررين والمصفقين في مجتمع لا يزال حديث عقد بالمؤسسات والممارسات الديمقراطية ، وستكون له في فعلة ولد عبد العزيز سنة حسنة وسند قانوني ومرجعية تاريخية ، وأخيرا قل لي بربك أي ضمانة أوأي قانون ذلك الذي لم يسن او يتخذ خلال الفترة الماضية لتبقي المؤسسة العسكرية بعيدة عن الشأن السياسي العام ، حتي نمني أنفسنا من باب الأمنيات علي الأقل أننا بصدد سنه وفرضه حتي لا يتكرر الذي حدث صبيحة السادس من اغسطس ؟.
10- ذكرتم خلال مقابلتكم – آنفة الذكر – مع جريدة الشعب أن " ثقتكم في المجلس الأعلي للدولة تامة لقناعتكم بوطنية رئيسه " والأمر يستدعي منا بالفعل الوقوف ولو قليلا مع مواقف الرجل الوطنية هذه الذي هيأته في نظركم الكريم لهذ الوصف الجليل وهذه التزكية الهامة للرجل في ظرف في دقته وحساسيته كالظرف الحالي، وأول ما يؤثر عن الرجل من المواقف الجماهير ، أو كتيبة النواب ، أو حماة الوطن والديمقراطية )- سمهم ما تشاء فكل تلك الألقاب ستجد لها مدافعا ونصيرا وستجد لها من الحقيقة جزءا ونصيبا - موجات هجرة واستقطاب حادتين وكان حزب التكتل أحد تلك المحطات التي عرج عليها القوم يوما ما مما أثار حفيظة المناضلين القدامي في حزبكم الكريم وحفيظة بقية أحزاب المعارضة التي كان يجمعكم بها آنذاك رباط تنسيق وتشاور وقد دافعتم يومها عن الأمر بقوة من منطلق أن القوم مواطنون لا يمكن لأي حزب سياسي أن يمنعهم أو يصدهم خصوصا وأن أيا منهم -كما قلتم - لم يصدر بحقه أي حكم قضائي وأن تناول جهات سياسية بعينها للأمر هو نوع من "الحسد" وبين يدي الآن مقابلتكم المطولة في ذات الموضوع مع جريدة السراج يناير 2006 م ، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ليس هو لماذا عبتم بعد ذلك علي رفيقي الدرب ( مولود وجميل ) دخولهما حكومة تضم بعض رموز أولئك القوم الذين لم يصدر في حقهم حكم قضائي ، لأن ذاك الطرح يجب أن يظل مشروعا ومشاعا بقوة حتي يعلم كل آكل للمال العام أومختلس لحق الضعفاء أن الذاكرة الجمعية للوطن ليست بالضعيفة وأن المجتمع لم يعد مستعدا لحماية أي مختلس أو خائن ، لكن السؤال الذي أود طرحه هو : " ألا تخشون من أن يكرر القوم فعلتهم الأولي فيذوبون فجأة كما يذوب الملح في الماء أو يطيرون كما تطير الطير عائدة لأوكارها الأولي تاركين لكم " الأرض قفارا " بعد أن منحتموهم صك الإعتراف المتعطشين إليه وأضفتم علي وجوههم "الكالحة" من مساحيق الشرعية التي يفتقرون إليها ..... فتلتفتون ذات اليمين وذات الشمال فلا يتراءا لكم سوي الذي تراءاي لكم في المرة الأولي رفيقي الدرب ( جميل ومولود ) ولكن لربما هذ المرة من بعيد بعيد .
أخيرا سيادة الرئيس أرجو أن لا يكون حماس الشباب أو حبكم والغيرة عليكم قد أخذا مني مأخذا بعيدا جعلني أقول ما ليس لي بحق أن أقوله، كما أرجو أن يكون تعنت العسكريين وامتناعهم خلال كل لقاءاتكم بهم عن تحديد فترة زمنية واضحة لترك سدة الحكم وتنظيم انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة بادرة خير ترجع الأمور إلي نصابها وتعيد القوس إلي باريها والفجر قد يأتي متأخرا كما يقول مارتن لوثر لكنه حتما سيأتي .الوطنية – بعد سنوات عدة من التفاني في خدمة العقيد الراحل وتوطيد أركان حكمه هو انقلابه عليه صبيحة الثالث من اغسطس سنة 2005م وسواء أكان الرجل فعل فعلته تلك خوفا من معسكر " المغيطي " سيئ السمعة - -خصوصا بعد أن تأكد أن ولد الطايع كان بصدد إرساله هناك ثقة فيه أو تنكيلا به - أو أنه فعل ذلك خدمة لوطنه وحبا لبلده فإننا سنعتبر الأخيرة ونقرر ان الرجل فعل ذلك خدمة للوطن وحبا له ، فما الذي حدث بعد ذلك ؟ الرجل بحسبكم وحسب معظم قادة حزبكم الكريم غارق حتي شحمة اذنيه في تزوير إرادة الشعب وإجباره علي اختيار رجل غريب غائب عن البلد لأزيد من عشرين عاما – والعبارة لكم شخصيا من مقابلة جريدة الخبر الجزائرية – وسوق الناس لذلك واستخدام وسائل الدولة لذات الغرض والهدف ، أما أداء الرجل خلال مرحلة سيدي ومواقفه الوطنية وقدرته الأدائية فهي أمور في اعتقادي تقاس بمدي استتباب الأمن والإستقرا الداخلي والخارجي وتلاشي الجريمة والقضاء علي الإرهاب، إذ الرجل ومن لف لفه من المجلس العسكري الماضي كانوا مسئولين مسؤولية تامة عن الملفين العسكري والأمني في ظل تفويض مطلق كامل بل وزائد من الرئيس وتمتع بثقة عمياء منه طوعا أو كرها ، ولا أظن الجواب عن كل ما سبق يسر أو يصب في خانة وصف الرجل بالأمانة التي تجعلنا نطمئن لأن نكل إليه أمر وطننا في هذا الظرف الحرج خصوصا وخانة مؤهلات الرجل الشخصية من ( تجارب حياة ولغات وكاريزمية ودهاء وفطنة وشهادات ) كلها لا تسعف الجنرال العتيد فلا هو يملك مؤهلاتكم أنتم العلمية وتجربتكم المهنية ولا هو يملك خبرة مسعود السياسية أو عقل ولد محمد فال أو دهاء ولد الطائع أو قوة وجرأة ولد مولود أو كاريزمية ولسان ولد منصور بل هو علي ما يبدو خلي من ذلك كله، فإذا ما كان لي بعض الحق في ما ذهبت اليه فهل هي فرصة لمراجعة موقفكم من الرجل وتزكيتكم المطلقة له أم أن في الأمر سرا آخر لا ندركه نحن أو نعيه ؟
11- مع بداية الأزمة السياسية الماضية التي بدأت أسبوعا بعد رفض ولد الشيخ عبد الله الإنصياع لجنرالات الجيش في أمر تشكيل الحكومة – بدي ثمة تناغما ملحوظا وواضحا بين جميع الأحزاب السياسية الرئيسية ما عدي التكتل الذي بدي وكانه يغرد خارج السرب بينما توثقت عري وروابط المودة بين بقية الأحزاب الأخري ( لاحظ مثلا تنديد الخليل ولد الطيب القوي باقصاء تواصل واتحداد قوي التقدم من الحكومة واعتباره ذلك امرا مشينا ولاحظ أن التحالف تنازل لقوي التقدم عن إحدي وظائف نائب رئيس الجمعية طوعا وأن تواصل تنازل لحاتم عن رئاسة كتلته في مجلس الشيوخ رغم أن احد الحزبين في المعارضة والآخر في الموالات في مشهد ديمقراطي مؤثر يتجلي فيه تغليب المصلحة العامة وأهمية التنوع في مكاتب البرلمان علي المصالح الفردية والحزبية الضيقة – وبالمقابل كان التكتل عرضة لإنتقاد قادة كل تلك الأحزاب بسبب إقصاءه لحزب حاتم من تشكيلة مكتب الجمعية الوطنية باعتبار حزب التكتل مفوضا من طرف باقي أحزاب المعارضة للتفاوض باسمها .في مقابل كل ما سبق تزايدت وتعالت التصريحات المتناغمة والمتجانسة بين أعضاء كتلتكم البرلمانية وكتلة عادل2 البرلمانية ( وأياما بعد ذلك ستتنافس الكتلتان وتتسابقان في تنظيم المهرجانات والمسيرات والوقفات المؤيدة لمحرر البلاد الجديد ( مهرجان روصو ، اركيز ، الاك ، نواكشوط...... واخيرا أوليكات ) ، إذا ما اضفنا لكل ما سبق – سيادة الرئيس أن حزبين من رأس حربة الجبهة المعارضة اليوم للانقلاب والمطالبة بعودة المؤسسات الديمقراطية لسابق عهدها قبل السادس من أغسطس لم يستفيدا يوما – ولا عبرة بالاستثناء – من حكم سيدي ولد الشيخ عبد الله ولم يكونا داعمين له في الانتخابات الرئاسية ، مما يظهرهما – علي الأقل في نظر العامة – مدافعين عن الديمقراطية لذات الديمقراطية دونما أي مقابل من وزير أو سفير أو مال عام ....
الا ترون – إذا – أن هذه العوامل مجتمعة تؤثر بشكل واضح وجلي علي مستقبلكم السياسي كزعيم وقائد للمعارضة خصوصا وأن وجهة العسكر لما تتحدد بعد بشكل كاف ، ونواياهم بخصوص المحطة القادمة لسفينة البلد المضطربة لم تعلن بعد ؟ .

12- خلال المرحلة الإنتقالية الماضية شهدت أسراب المستقلين أو( الحزب الجمهوري السابق ، أو عادل2 ، أو هياكل تهذيب الجماهير ، أو كتيبة النواب ، أو حماة الوطن والديمقراطية )- سمهم ما تشاء فكل تلك الألقاب ستجد لها مدافعا ونصيرا وستجد لها من الحقيقة جزءا ونصيبا - موجات هجرة واستقطاب حادتين وكان حزب التكتل أحد تلك المحطات التي عرج عليها القوم يوما ما مما أثار حفيظة المناضلين القدامي في حزبكم الكريم وحفيظة بقية أحزاب المعارضة التي كان يجمعكم بها آنذاك رباط تنسيق وتشاور وقد دافعتم يومها عن الأمر بقوة من منطلق أن القوم مواطنون لا يمكن لأي حزب سياسي أن يمنعهم أو يصدهم خصوصا وأن أيا منهم -كما قلتم - لم يصدر بحقه أي حكم قضائي وأن تناول جهات سياسية بعينها للأمر هو نوع من "الحسد" وبين يدي الآن مقابلتكم المطولة في ذات الموضوع مع جريدة السراج يناير 2006 م ، والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح ليس هو لماذا عبتم بعد ذلك علي رفيقي الدرب ( مولود وجميل ) دخولهما حكومة تضم بعض رموز أولئك القوم الذين لم يصدر في حقهم حكم قضائي ، لأن ذاك الطرح يجب أن يظل مشروعا ومشاعا بقوة حتي يعلم كل آكل للمال العام أومختلس لحق الضعفاء أن الذاكرة الجمعية للوطن ليست بالضعيفة وأن المجتمع لم يعد مستعدا لحماية أي مختلس أو خائن ، لكن السؤال الذي أود طرحه هو : " ألا تخشون من أن يكرر القوم فعلتهم الأولي فيذوبون فجأة كما يذوب الملح في الماء أو يطيرون كما تطير الطير عائدة لأوكارها الأولي تاركين لكم " الأرض قفارا " بعد أن منحتموهم صك الإعتراف المتعطشين إليه وأضفتم علي وجوههم "الكالحة" من مساحيق الشرعية التي يفتقرون إليها ..... فتلتفتون ذات اليمين وذات الشمال فلا يتراءا لكم سوي الذي تراءاي لكم في المرة الأولي رفيقي الدرب ( جميل ومولود ) ولكن لربما هذ المرة من بعيد بعيد .
أخيرا سيادة الرئيس أرجو أن لا يكون حماس الشباب أو حبكم والغيرة عليكم قد أخذا مني مأخذا بعيدا جعلني أقول ما ليس لي بحق أن أقوله، كما أرجو أن يكون تعنت العسكريين وامتناعهم خلال كل لقاءاتكم بهم عن تحديد فترة زمنية واضحة لترك سدة الحكم وتنظيم انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة بادرة خير ترجع الأمور إلي نصابها وتعيد القوس إلي باريها والفجر قد يأتي متأخرا كما يقول مارتن لوثر لكنه حتما سيأتي .
اسلكو ولد ابهـــــــــاه

Les militaires ont « pris acte » : Daddah n’aura pas les maroquins

mardi 26 août 2008

J’ai appris avec une grande déception que le leader de l’opposition ne participera pas au gouvernement de la Junte. On se disait qu’il finirait par avoir quelques postes au gouvernement. Juste quelques postes pour pouvoir se dire qu’enfin, il est entré au gouvernement. Peu importe que ce soit un gouvernement parachuté que ce soit un gouvernement qui n’a aucune légitimité, que ce soit un gouvernement d’une junte militaire venue par la force au pouvoir. Tant pis , Daddah voulait ses postes au gouvernement. Il voulait des maroquins. Juste des maroquins pour siéger avec la junte. Il voulait une peau en cuir de chèvre et il eut des durs à cuir.
Les maroquins, il ne les aura pas.

Parce que tout simplement, Ahmed Daddah est devenu inutile pour la junte.
En effet, il a légitimé le putsch, supporté les putschistes et il a « pris acte » de leur putsch . Les militaires, l’on utilisé jusqu’au bout, embobiné et ils ont « pris acte » de son soutien. Soutien dont ils n’avaient besoin que les premiers jours. La communauté internationale méritait bien cela.
Daddah repart les mains vides. Pire encore, brûlées au contact du pouvoir. Son image n’en n’ a pas grandi. Au contraire, il a donné durant ces deux coups d’Etats successifs l’image d’un collaborateur qui a la faiblesse d’être toujours du côté de ceux qui détiennent la force.
Alors que celui qui fut renversé, malgré sa situation difficile de détenu, malgré les pressions sur lui , sur sa famille a su dire non. Alors que celui qui l’a félicité au moment de son élection, qui a reconnu la validité de cette élection et sa légitimité, qui a collaboré avec lui durant son mandat au titre de leader de l’opposition, qui l’a toujours reçu, se retrouve à négocier des postes au gouvernement de putschistes. Faible, inconsistant, reniant les valeurs qu’il a applaudies hier et la légitimité de celui qu’il a reconnu comme son vainqueur à des élections saluées à l’unanimité.
A ces nouveaux putschistes, Daddah n’a pas pu leur sortir le fameux argumentaire du « refus de la chasse aux sorcières », il n a pas pu les convaincre qu’il est un passage obligé pour leur légitimation et qu’ils doivent organiser des élections. Il n’a pas pu leur soutirer la moindre concession.

Quelles conclusions en tirer ?

Que Daddah a abandonné son camp naturel qui est l’opposition pour aller justifier l’injustifiable, qu’il se retrouve désormais avec un "non" retentissant qui montre la véritable nature de l’attitude des militaires à son égard. Attitude de mépris qu’ils n’auraient pas eu à son égard s’il s’était comporté en véritable leader de l’opposition (voir notre article :Ahmed Daddah pouvait-il agir autrement ? ), mais il s’est comporté différemment en cherchant à tirer, sur lui les draps, d’une démocratie bafouée. Mais c’est un rideau qui est tombé sur le second acte mal pris d’une scène de mépris.

Daddah a perdu de son aura et son parti s’en ressentira. La déception est d’autant plus grande, que non seulement, il n’aura pas les maroquins mais que, d’ailleurs, il n’aura plus personne.
Peut-on faire fi de la volonté de tout un peuple pour une peau de chèvre ?

Pr ELY Mustapha

Source : http://fr.ufpweb.org/